Friday, September 14, 2012

تبكي لأجلي

كانت تستمع لصوتي المجهش بالبكاء والخالي من أى كبرياء وعزة والشاكي لها فى ذل وخوف وإنكسار , إستمعت فى هدوء وصمت ولم تتجاهل دموعي التي إنسابت كالأنهار فى مقدمة حديثي , واستني فى رقة وعذوبة وتحملت آهاتي المتتالية التي تخلع أقسي القلوب من مكانها , أنصتت فى رحمة وتمتمت بكلمات لم أفهمها فى منتهي الرقة , للحظة شعرت بأنها ملاكاً أرسله الله لي فى شدة الضعف وكأنها كانت الخلاص لي مما أنا فيه , للحظة شعرت أنها الطريق إلي السماء وإلي السمو وإلي الفرحة وحتي إلي الحياة والجنة , لم أدري كم إستمرت تلك اللحظة لكنني شعرت بأنها دهرا كاملا رأيت فيها قصة عشقنا و ليلة عقد قرآننا وليلة فرحتنا وطفولة أبناءنا وفرحتنا بهم , لا أدري ما حدث ولكني شعرت بعمر كامل فى تلك اللحظة , رأيت حياة لا ينقصها شىء فى الوجود فى تلك اللحظة , وللمرة الأولي أشعر برعشة فى قلبي وفى كل أنحاء جسدي تجاه إمرأة ليست هي من تسببت في وجعي ودمعي , مرت اللحظة كما تمر كل اللحظات فى الحياة ومازالت تنصت لي وتقول بصوتها الهادىء : بس خلاص إهدي معلش , كانت تستخدم كلماتي وأسلوبي فى الهدوء ولكنها فى ذات الوقت كانت تمس مشاعري بصوتها ورغبتها فى أن أكون بخير ,أنهيت حكايتي كلها كما حدثت بالتفصيل الممل ولعنت نفسي فى ختام الحكاية  وسببت نفسي بكل شكل ولون لأنني رأيت أنني ظالم وأنني لا أستحق شىء وأنني أحقر من أن أتمني شيئا فى الوجود , وهنا بدأ سيل دمعها دون أن أدري لذلك سبب ولكنها بين دمعها الغزير أخبرتني أنني رائع وبأنه لا يوجد من هو مثلي فى الحياة وبأنها تمنت لو حظت بعشق كعشقي وإنسانا مثلي وبأنني أعظم من أن تبكيني تلك المشكلة , كانت تبكي لأجلي , أول فتاة فى حياتي تنصت إلي بمثل هذا الإهتمام وتبكي لأجلي , يا إلهي لكم مست قلبي فى تلك اللحظة وأشعرتني بالحياة , لم  أسمح لنفسي بأن أترك دمعها منساباً ولم أسمح لنفسي بتركها هكذا دون أن أراعيها , مسحت أشباح الدموع من عيوني وتناسيت مشاكلي وحصرت تفكيري فى شىء واحد هوا أن أجعلها فرحة , إستمريت بالحديث عنها وعن فرحتي وتناسيت تماما وجعى وربما نسيته , كانت منصته لي وكل دقيقة كانت تقترب من شفتيها تلك الإبتسامة الرائعة , يا إلهي لكم أحببت فرحتها فى تلك اللحظة , هي قلبي الذى لا يعلم عنه أحد شيئا وفرحتي المستقبلية القادمة التي ربما ستقدمها لي يوما , لا لن أضع الخطط سأتركها تكون كما تشاء بمنتهي الحرية وبمطلق الإختيار ولن أعشقها كما عشقت الكثيرات بتلك الطريقة , سأعشقها بطريقة خاصة بها , هي وحدها فقط من كانت تبكي لأجلي 

تمت 
:D
حلوة القصة مش كدا ولا إيه ؟
عباسية واحد

No comments: